خرج في هذه الأيام عشرات آلاف من الطلاب من جيل الروضات وحتى الثانوي للعطلة الصيفية ليجتمع جميعهم في البيوت والساحات والمرافق العامة أو في الشارع ،
وعليه فإننا نأمل ان نستغل هذه العطلة بالمتعة والأمان والسلامة لجميع أبناء مجتمعنا وعلى أن يعودوا جميعا إلى مقاعد الدراسة بدون أذى وبدون حوادث أو إصابات، إلا أن هذه الحوادث كما في السابق ترتفع وبشكل ملموس، فإننا شهدنا من السنوات الماضية ارتفاعا بنسبة سقوط الأطفال وصغار الجيل من المرتفعات كالنوافذ والأدراج والأسطح المختلفة، كما هو الأمر بحالات الغرق في برك السباحة والبحر وحتى في أحواض البيوت، كذلك الأمر ليس بأقل في حالات حوادث الحروق وأكثرها من العبث في المفرقعات النارية، ولا ننسى توافد هؤلاء التلاميذ إلى غرق الطوارئ بحالات ضربات الشمس وما يتبعها من أضرار وأخرى بحالات جفاف مختلفة.
أما حوادث الطرق المتعددة الأنواع التي أصبحت آفة تحصد وتشكل الخطر على حياة أطفالنا وتلاميذنا في الشوارع فمنهم دهسوا بدون ذنب في ساحات البيوت او في الشارع، كما هو الأمر بالأطفال الذين نسوهم آباءهم وأمهاتهم داخل السيارة المغلقة حيث درجة الحرارة العالية التي أدت بحياتهم.
أن جميع هذه الحوادث المتكررة والمتنوعة والمتعددة ما هي إلا لحظة في عدم الانتباه وعدم الدراية والإدراك، وهنا مسؤولية الأهل على أطفالهم وأبنائهم بقول رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم): "الزوجة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها والزوج راعٍ في بيته ومسؤول عن رعيته كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته".
من منطلق هذه المسؤولية سنحاول جاهدين أن نوزع جميع هذه الحوادث أسبابها، أخطارها ومدى انتشارها حسب الأجيال، ولنعمل جميعا على إرشاد وتوجيه أبناءنا على مدى مخاطر هذه الحوادث والحد منها ولنوزعها تحت عشرة أنواع من النصائح .
1) حوادث السقوط من المرتفعات: تعد أكثرها انتشارا وخطرا واهم أسبابها السقوط من السرير، النوافذ، الأدراج والمسطحات العالية وذلك نتيجة عدم حماية او انتباه ولذا فإننا نوصي أنفسنا والأهل الأعزاء:
- عدم ترك الأطفال في أماكن بدون حماية وإغلاق مداخل الدرج ووضع درابزين وحماية للشبابيك والشرفات، ومنع الأطفال بالتسلق لتلك الأماكن المرتفعة .
2) حوادث الطرق: تتصدر حوادث الطرق المكان الثاني بالخطر على أطفالنا منها حوادث الدهس لأطفال دون سن 5 أعوام في ساحات البيوت والشوارع أو الإصابات داخل المركبات بعدم التحزم.
أما حوادث الدهس فتحدث غالبا من أقرباء الطفل وتعود لعدم الانتباه أثناء الخروج من ساحات البيت، هذه الحوادث التي أصبحت آفة كبرى في مجتمعنا العربي حيث ما يزيد عن 17 طفلا قتلوا من الدهس في ساحات البيت، فإننا نتوجه بندائنا هذا إلى السائقين من الآباء والأمهات بان تخلوا الساحة من الأطفال وتتأكدوا من عدم وجود الأطفال بمحاذاة عجلات السيارة ، وفقط بعد التأكد من خلو الساحة من الأطفال يمكن التحرك والتركيز فقط في المركبة والسياقة بدون الإشغال لأي شيء آخر، كما وننصح الأهل بعدم السماح للأطفال دون سن تسعة أعوام عبور الشارع بدون مرافق فالأطفال في هذا الجيل ينقصهم التركيز ومعرضون لخطر الدهس، وننصح أيضا بتحزم جميع أفراد العائلة قبل التحرك بالسيارة. كما ونتوجه للآباء والأمهات سائقي السيارات بعدم ترك طفل في السيارة لوحده حتى لثانية واحدة.
3) حوادث الدراجات الهوائية: في هذه الفترة بالذات ترتفع حوادث الدراجات الهوائية خاصة للأجيال ما فوق 5 سنوات وتشكل خطر إصابات الرأس وكسور عظام اليدين والقدمين ، لذا فإننا ننصح بعدم السماح للأبناء باستعمال الدراجة بدون لباس خوذة على الرأس ووقاية لأكواع اليدين ومرافق القدمين.
4) حوادث الاختناق : مع ليالي السهر والسمر يكثر استعمال المكسرات على أنواعها وبهذه الفترة فإننا نشهد ارتفاعا ملحوظا لأطفال لم يتجاوز أعمارهم ثلاثة أعوام بالاختناق وحتى الوفاة، لذلك على الأهل الانتباه لأطفالهم دون سن ثلاثة أعوام وعدم السماح لهم بإدخال المكسرات على جميع أنواعها .
5) الوقاية من الحروق والتكهرب: كون الأطفال يتواجدون في البيوت بشكل عام والمطبخ بشكل خاص فان حب استطلاعهم يؤدي بهم للعب والعبث في الكبريت أو الوصول إلى الغاز أو إدخال المعادن إلى فتحات نقاط الكهرباء والاقتراب للمواد المشتعلة أو المواد الكيماوية، لذا فإننا ننصح بمراقبة الأطفال ومنعهم من وصول الأواني الساخنة وإبعاد هذه الأواني عن يد الأطفال كما وينصح إبعاد مصادر النار والاهتمام بتغطية جميع نقاط الكهرباء داخل البيت.
6) الوقاية من حوادث اللعب بالمفرقعات النارية: المفرقعات النارية ليست للعب واللهو وان أخطارها وخيمة في تشوه أعضاء الجسم لدى الأطفال ففي هذه الفترة تزداد حالات البتر الجزئي أو الكلي لأعضاء اليدين أو الأصابع إضافة إلى تشوه الوجه. لذلك فإننا ننصح الأهل بعدم السماح للأطفال شراء هذه المنتوجات الخطيرة.
7) الوقاية من تسممات المواد البترولية ومواد التنظيف: تختلف أنواعها من مواد تنظيف ومبيدات حشرية وغيرها، فوجود الأطفال في البيت وإرادتهم في اللعب يؤدي بهم في حالات إلى الهلاك خاصة بحالات وضع هذه المواد بمقربة من يد الأطفال أو في الخطأ نتيجة نقلها إلى أوان معروفة كقناني الكولا. لذا ننصح بحفظ جميع هذه المواد بأوانيها الأصلية وحفظها في مكان خاص ومغلق لا تصله أيدي الأطفال كما يجب الامتناع من تخزين المواد الغذائية جانب هذه الأواني.
8) الوقاية من إصابات الزواحف: مع حلول فصل الصيف وارتفاع حرارته يزداد انتشار الزواحف والحشرات لا سيما الضارة منها الأفاعي والعقارب والنحل، فتخرج من أوكارها لتنتشر في بيئة البيوت بين الأعشاب والحجارة وفي حالات أخرى تدخل البيوت لتسكن بين الملابس أو مخازن الغذاء وغيرها.
لذلك ننصح بمباشرة تنظيف بيئة البيت من الأعشاب الضارة والحجارة، نمتنع وأطفالنا من التجول والعبث في أماكن تكثر فيها هذه الأعشاب، وعند تجوالنا في الطبيعة فإننا ننصح بلباس أحذية واقية أما بحالة التعرض للدغ او اللسع يجب تهدئة المصاب وعدم تحريكه بتاتا ونقله إلى المستشفى بسيارة الإسعاف.
9) الوقاية من حوادث الغرق: في هذه الفترة تزداد وبشكل ملموس حالات الغرق في البرك والبحر لشتى الأجيال ولا سيما منهم الذين لا يجيدون السباحة أو لا يلتزمون بالسباحة في الأماكن المسموحة، كما وترتفع نسبة الكوارث من حالات غرق الأطفال في البيوت منهم في حوض الحمام أو في دلو المسح أو بمجمعات الماء المختلفة لذا فإننا ننصح :
- عدم ترك الأطفال حتى جيل 3 سنوات لوحدهم عند مجمع ماء ولو للحظة واحدة.
- تعليم الأطفال من جيل الصغر 5-4 سنوات موضوع السباحة ومرافقتهم للاماكن المسموحة.
- لباس واقي طواشات خاصة للأطفال الذين لا يجيدون السباحة ومرافقتهم وعدم تركهم لوحدهم أثناء السباحة .
10) الوقاية من ضربة الشمس والجفاف: درجة الحرارة المرتفعة في فصل الصيف والتعرض لها في ساعات الظهيرة تشكل خطر إصابة ضربة الشمس التي تؤثر بشكل مباشر على الدماغ وبحالات تؤدي إلى تلف دماغي مزمن تؤدي بالمصاب لشلل أو عمى أو طرش، لذلك فإننا ننصح بعدم التعرض لأشعة الشمس في ساعات ما بين العاشرة صباحا وحتى الرابعة عصرا، وعدم السماح للأطفال اللعب خارج البيت في هذه الفترة، وعند الخروج من البيت يجب اعتمار القبعة ونظارات الشمس مع لباس واقٍ خفيف وطويل يغطي جميع أعضاء الجسم ودهن الجسم المعرض للشمس بمرهم واقِ وخاص، وللوقاية من حالات الجفاف ونقص السوائل.
فإننا ننصح بشرب السوائل حتى بعدم الشعور بالعطش وعلى الشخص البالغ العادي أن يشرب ما يزيد عن 3 ليترات من الماء على الأقل حتى نمنع نقص السوائل والجفاف.
هل تريد التعليق على التدوينة ؟